في قلب الصحراء الكبرى، وتحديدًا في مناطق النيجر وتشاد والكاميرون، تعيش واحدة من أغرب القبائل في العالم، قبيلة تُعرف باسم "وودابي"، تنتمي إلى شعب الفولاني، ولديها تقليد زواجي لا يشبه أي تقليد آخر على وجه الأرض... بل يمكن القول إنه انقلاب كامل على كل ما نعرفه عن الزواج!
مرة كل عام، تحت شمس الصحراء الحارقة، يبدأ الحدث المنتظر: مهرجان "جيروول" Gerewol، الذي يدوم أيامًا وليالي، ويُعدّ من أغرب وأجرأ طقوس الزواج في العالم.
في هذا المهرجان لا تخطب الرجال النساء، بل النساء هن من يخترن أزواجهن! لكن... ليس اختيارًا عشوائيًا، بل بعد عرض ساحر ومثير.
الرجال من قبيلة وودابي يستعدون للمهرجان كما لو كانوا يستعدون لمنافسة شر*سة، فيبدأون بـ:
تزيين وجوههم بألوان صار*خة: الأحمر والأبيض والأصفر.
يُبرزون بياض أسنانهم وعيونهم عمدًا، لأنهما يُعدّان علامة على الجمال الذكوري في ثقافتهم.
يرتدون ملابس تقليدية مُزركشة، ويضعون ريش الطيور والإكسسوارات الغريبة.
يبدأون برقصة جماعية تسمى "ياكي"، يؤدونها لساعات طويلة بابتسامة ثابتة، وعينين واسعتين مفتوحتين، ليثبتوا للنساء أنهم الأقوى والأجمل والأكثر تحمّلًا!
والآن تأتي اللحظة المصيرية... النساء يقفن متفرجات، ينظرن بدقة.
كل واحدة منهن تختار الرجل الذي أسر قلبها بنظراته، رقصته، أو حتى شكل عينيه!
قد تختار فتاة غير متزوجة أول شريك لحياتها... أو قد تختار امرأة متزوجة زوجًا جديدًا!
في بعض الحالات، تهرب امرأة متزوجة مع رجل آخر اختارته خلال المهرجان، وتبدأ معه حياة جديدة، دون أن يُعدّ ذلك خيانة أو عارًا، بل هو أمر عادي ومقبول تمامًا في تقاليدهم!
وودابي... قبيلة الجمال والغرابة والثورة على الأعراف!
قبيلة وودابي تُؤمن أن الرجل يجب أن يُثبت جاذبيته، لا ماله أو سلطته، وأن المرأة هي صاحبة القرار النهائي. إنها ثقافة تمزج بين السحر البدائي والجاذبية الطبيعية، وتترك العالم من حولها مذهولًا.
