كشف موقع وكالة "bloomberg "للأنباء تفاصیل عن محاولة الرئاسة الموریتانیة السابقة الحصول على أجھزة تجسس متطورة خلال العام 2015 ،وھي المحاولة التي سبق للأخبار أن كشفت أولى تفاصیلھا في شھر مایو 2016 ،وخسرت الرئاسة فیھا 5.1 ملیون دولار، وأشرف على العملیة الفاشلة مستشار الرئیس السابق أحمد ولد اباه الملقب "احمیده".
وھذا نص التقریر الذي نشره موقع وكالة "bloomberg" للأنباء والتي یوجد مقرھا في نیورك.
ما بعد سنودن ...
في زحمة البحث عن أسلحة الكترونیة في أحد أیام شھر فبرایر عام 2015 ،دخل "مانیش كومار" القصر الرئاسي في العاصمة الموریتانیة نواكشوط عبر البوابة الجانیة شدیدة الخصوصیة، برفقة مضیفھ الحكومي في سیارة قادھا رجل بملابس محلیة "دراعة بیضاء" وشق بھا الطرق الخلفیة للمجمع الرئاسي، بعیدا عن القصر الذي تلمع واجھتھ الزجاجیة مانحة إیاه مظھرا عصریا یلیق بلقاء بین "مارثا ستیوات" والشاعر "غانغا دین".
انسحب السائق إلى بنایة أصغر یعلوھا لاقط ضخم للأقمار الصناعیة، فقد جاء "كومار" تلبیة لدعوة من أحمد أباه الملقب حمیدة، المشھور بصفته مستشارا للرئیس. قبل ذلك بشھر كان "أباه" -الذي تشمل مسؤولیاته الإشراف على جھاز التجسس الألكتروني على خصوم رئیسه - قد حول مبلغ نصف ملیون دولار إلى حساب في "جزر العذراء" البریطانیة كدفعة أولى للحصول على تكنولوجیا متطورة تقدمھا شركة "كومار" "وولف أنتلیجنس" ضمن عقد بقیمة 5.2 ملیون دولار یشمل عقدا سنویا للخدمة. كانت أكبر صفقة واعدة لتاجر الأسلحة الإلكترونیة لم یكن "كومار" أكثر من مبرمج یستأجر معظم أدواته لتنفیذ المھام الصعبة التي تطلب منه في مجال التجسس الرقمي، ولم تكن "وولف أنتجلس" حینھا ذات صیت یذكر، ولكنه كان طموحا وجاء في الوقت المناسب. فبعد عامین من تسریب إدوارد اسنودن وثائق وكالة الأمن القومي الأمریكیة ,أصبحت كل دولة ترغب في أن تكون لھا وكالتھا المصغرة.
أكثر الأسلحة الرقمیة تقدما – البرمجیات التي تستخدمھا الحكومات للتجسس أو تخریب الحواسیب - صُممت من طرف دكاترة یعملون مع متعاقدین في مجال الدفاع مثل Raytheon و Northrop. ولكن ھذه السوق محصورة في الولایات المتحدة الأمریكیة ونخبة من حلفائھا القادرین على شرائھا. ما سوى ذلك یدار من طرف "ذئاب منفردة" وشركات صغیرة تقوم على ما یسمیه الاقتصادیون "ثقة العاجز". حیث یصعب على البائع والمشتري كلیھما معرفة إن كان الآخر محتالا أو لصا، أو ربما أخطر من ذلك. موریتانیا الدولة ذات الأربعة ملایین الواقعة على الساحل الغربي لإفریقیا والتي شھدت عشرة انقلابات أو محاولات انقلاب منذ استقلالھا، وربما تكون معروفة أكثر في الغرب بكونھا واحدة من بلدان قلیلة ما زالت توجد فیھا العبودیة، ھي أیضا نقطة ساخنة للرادیكالیة الإسلامیة، مما جعلھا حلیفا للولایات المتحدة الأمریكیة في حربھا على الإرھاب، وكذلك زبونا متعطشا لتقنیات التجسس، من أجل استخدامھا ضد المشتبھین بالإرھاب، مع احتمال استخدامھا ضد الصحفیین والنشطاء والمعارضین السیاسیین.
تسعى موریتانیا من خلال "وولف" إلى نظام یسمح لھا بھجمات متعددة الأھداف على شبكة واسعة، تشمل عموم مزودي خدمة الھواتف النقالة وخاصة عناصر معينة في بلد یبلغ عدد مستخدمي الھواتف الثابتة فیھ 51 ألفا، ولكن – حتى رعاة الماشیة فیھ- یملكون ھواتف نقالة. عرض "وولف" یعد زبناءه بإمكانیة تنفیذ "ھجمة رسائل نصیة صامتة" وھي تقنیة متطورة تسمح بالتحكم الكامل بالھاتف الذكي للشخص، من دون الحاجة إلى الضغط على رابط أو أي تفاعل آخر.
كومار یبالغ أحیانا في تعھداته – فھو مندوب مبیعات - وحین وصل إلى القصر الرئاسي في ذلك الیوم كان یعرف أن شركته لن تستطیع توفیر الھجمة التي تعِد بھا.
Rimafric.net