القصة الكاملة للموريتاني الذي تزوج ابنته وأنجب منها طفلاً شرعيا

خميس, 23/09/2021 - 18:41

وفي أحدى الزيارات شاءت الاقدار ان يصل السيد (ح م م) إلى داكار تزامنا مع تحول السيدة سومو من عاملة فندق إلى صاحبة مطعم متواضع قرب شققها ، بعد أن تم فصلها نهائيا بسبب مشكلة تتعلق بالاوراق المدنية.

كان أول اتصال مباشر بين (ح م م) والسيدة سومو في المطعم عندما تردد عليه مرات لتناول العشاء فيه ، حيث تحدثا عن فرص الاستثمار في نواكشوط ، وخاصة في مجال السمك .

وبعد عرض السيد (ح م م) لتجربته في المجال والتي نالت اعجاب سومو التي كانت تسميه (بابا) بصفة عفوية ، قبل ان تطلب رقم هاتفه الذي ماطلها في تسليمه.

ومع أنه كان يمزح معها ويقول لها انت لديك أصول عربية لأن لونك الفاتح وملامح وجهك لا يدلان على أنك غير إفريقية ، فتضحك وتقول له أنا موريتانية الاصل لكنني لا اعرف عنها شيئا.

وفي زيارة أخرى كانت السيدة سومو قد أوصت المسير ان يخبرها إذا وصل السيد (ح م م) من موريتانيا.

وهو ما قام به المسير عند وصول الضيف مساء إلى تلك الشقق ، ولم تمض ساعة حتى وصلت سومو التي طلبت المسير الاستئذان لها على السيد (ح م م) الذي تلقاها بكل فرح.

بعد حديث متبادل عن تجربتها الزوجية ، وظروف عملها في السنغال ، ختمت السيدة سومو ان لديها حاجة ملحة تريد المساعدة فيها ، وهي زيارة نواكشوط والإطلاع على فرص الاستثمار في السمك.

وهو الامر الذي حاول السيد (ح م م) التملص منه إلا أن السيدة سومو أصرت على ضرورة مساعدته ، ما دفعه بالقول إنه لا يجد إمكانية للمساعدة إلى في حالة الارتباط والزواج وهو ما قبلته سومو.

وقد تم عقد القران بين السيدة سومو والسيد (ح م م) في مساجد داكار قبل ان يكتشف في الليلة الثانية أن الاسم الموجود مع اسمها هو إسم الشاب السنغالي الذي كان قد تزوجها وجاء بها من ساحل العاج.

تساءل السيد (ح م م) عن اسم سومو الحقيقي وضرورة إلغاء ذلك اللقب ، لتخبره سومو ان أوراقها العادية ما زالت تحتفظ بها ، مع انه لا يوجد فيها اسم الاب لأنه موريتاني وهي لا تعرفه.

تعجب السيد (ح م م) من كلام سومو ، وأجابها قائلا أين توجد أمك الآن قالت ماتت منذ

سنين في مدينة آبدجاه ، قال السيد (ح م م)  ألم تعطيك ملامح والدك ، قالت لا ولكنها سلمتني ورقة لا أعلم ماذا فيها ، لكنها دائما تقول لي هذا أبوك.

أعاد السيد (ح م م) الحديث إلى إمكانية تصحيح الاسم ، وتحدث عن الترتيبات التي يجب اتخاذها قبل السفر إلى نواكشوط.

إلا أن سومو تناولت محفظة بها بعض المستندات وأخرجت ملفا وقالت هذه هي الاوراق الاصلية لدي ما زلت متمسكة بها ، وهذه نسخة من الورقة التي سلمتني أمي على أنها تمثل أبي!.

فلفت نظر السيد (ح م م) الورقة المكتوبة بالعربية بخط اليد فقرأها وهو يرتعد ثم قال لها : ما أسم أمك؟ قالت إسمها (ياكومبا) فسقط مغشيا عليه ، وبعد اسعافات أولية قدمتها له السيدة أفاق لكنه لم يتمالك نفسه ليجهش بالبكاء وهو ما أثار خوف السيدة سومو التي حاولت الهروب عنه إلا أنه أخبرها أنه يعرف كاتب الورقة وانه مقرب إليه.

قرر السيد (ح م م) اعتزال ابنته بعد ان تأكد من هويتها ، مع (أنه دخل بها) وبات بقية ليلته مهموما ، وفي الصباح الباكر خرج دون أن يستأذن ليحجز تذكرة إلى نواكشوط لطرح القضية على الفقهاء.

وبعد وصوله إلى نواكشوط توجه نحو أحد أبرز الفقهاء الذي أفتى له بالتنزه والانفصال عنها ، إذ تحرم عليه ما دام تأكد أنها إبنته.

أتاحت الفتوى للسيد (ح م م) إخبار زوجته وأبنائه انه قد عثر لهم على أخت لم يكن لديه عنها خبر لذلك لم يسبق له ان ذكرها لهم.

تقبل جميع أبنائه القضية ما عدا الزوجة التي اتهمته بالزواج عليها ولم تصدق ما يقول.

وبعد أشهر عاد السيد (ح م م) إلى داكار! ليتوجه إلى منزل ابنته سومو ويخبرها أنه هو أبوها ، وأنه يقوم بالترتيبات اللازمة لنقلها إلى أسرتها ، لكن الكارثة حصلت بعده ، فالبنت سومو حامل من أبيها ، وفي شهرها الرابع .

لم يمنع السيد (ح م م) الموقف الحرج الذي خبأ له الزمن من إكمال ترتيبات نقل ابنته سومو إلى نواكشوط ، وأصبح يُطلق عليها إسم (العايشة) .

وبعد وصول البنت العايشة إلى نواكشوط ، اتجه السيد (ح م م) إلى بعض الفقهاء الذين أكدوا له أن المولود سيكون إبنه من صلبه مثله مثل أي واحد من أبنائه ، لانه من زواج وقع قبل معرفة الرابط المانع للجماع.

وبعد أشهر استعادت العائشة ممتلكاتها من السنغال ، واشترت منزلا في نواكشوط ورزقت أخا وولدا شرعيا ، وبدأت في تعلم القرآن ، وبعض مناسك دينها.

 

لمتابعة الجزء الاول ،يرجى الضغط هنا

عن/صوت