من أغرب قصص الغيرة...فتاة تُلقي 17 مليونا في دورة المياه

ثلاثاء, 07/06/2022 - 18:30

هذه قصة من أغرب القصص ,يرويها أحد القضاة , حيث قال :

في عام ١٤٣٩هـ كنتُ قائماً بعمل أحد الزملاء في دائرة الأحوال الشخصية؛ وذلك لتمتع قاضي الدائرة بإجازة طويلة " استثنائية". وكان مما ورد إلى الدائرة في تلك الفترة قضية سوء عشرة تقدمتْ به زوجة ضد زوجها.

حضر الطرفان - وهما في منتصف العشرينات من عمريهما -، وسألتُ المدعية عن دعواها فأجابت : في الحقيقة دعواي ليست سوء عشرة، ولكنني في بيت أهلي منذ أربعة أشهر ولم يصالحني المدعى عليه. وأطلب الصلح والعودة لبيت الزوجية..

استغربت دعواها لأن الغالب أن الزوج هو من يطلب الصلح وليس الزوجة!!

سألتها لماذا خرجت من بيتك الى بيت أهلك؟ فأجابت : حصل بيننا إشكال وخرجت لأجله. ورفضتْ أن تفصح عنه وسكتت! سألتُ المدعى عليه عما جاء في دعواها فأجاب : أنا أحبها كثيراً، وأقوم بحقها، وأكرمها غاية الإكرام، ولا أظن أنني أخطأت في حقها في يومٍ من الأيام. فأومأت برأسها مؤيدة لكلامه، وقالت: كلامه صحيح.

ثم أكمل قائلاً: ولكنني رغبت أن أتزوج ثانية، وتزوجت ووصلها الخبر.. هل تدري ماذا فعلت؟ لقد قامت بإحراق الشقة بالكامل بكل محتوياتها، ووصلت النار والدخان للجيران في نفس البناية التي بها ست شقق.. وذهبت إلى بيت أهلها وكأن شيئاً لم يكن..

تأثر الجيران بذلك وتضرروا كثيراً.. تحمّلت إصلاح جميع الشقق المتضررة، وإعادة تجديد الدهان وشراء بعض الأثاث لهم مما تأثر من الحادثة.. وبعد شهرين من الحادثة هدأت نفسي قليلاً وهدأت نفسُها فتواصلت معها..

وسألتها عن مبلغ (  170 ألف ريال) حوالي 17 مليون أوقية قديمة - كنت قد استودعتها إياها وحفظَتها في أدراج غرفة النوم- وطلبت منها تحويل المبلغ أو إرساله لي، ظنّاً مني أنها أخذته معها عند خروجها. فأجابتني بأنها قبل إحراق الشقة قامت بفرم جميع المبلغ في ماكينة الفرم ، ورمته في المرحاض، وسحبت عليه سيفون في دورة المياة, صدمني جوابها

أنا أتفهّم إحراق الشقة لأنه ربما حصل منها لحظة غضب وعدم تحكّم بالنفس وردّة فعل.. أمّا أن تفرم 170 ألف وبكل هدوء وترميها في المرحاض فهذه لم يستوعبها عقلي.. وكان يردد: 170 ألف تذهب مع الصرف الصحي. 170 ألف تفرمها بكل هدوء، ومعها وجه تخبرني بذلك.

وظل يردد: ليتها أخذته لها.. ليتها اشترت به ذهبا.. ليتها تصدقت به.. ليتها.. أمّا في الحمّام.. وتصدّق يا شيخ أنها أرسلت لي تطلب رضوة لأجل عودتها للمنزل تعجّبت من فعلها ومن صبره عليها. سألتها: هل ما يقوله صحيح؟ فأجابت: نعم، ولكن كنت في حالة لا أشعر بما فعلت..

رأيت الموقف ووضعهما غير مناسب للنقاش فقررت تأجيل الجلسة لموعدٍ آخر قريب..وانصرفا. جاء الزوج وقال لي : أنا أحبها وأرغب في عودتها ولكن أريد أن تشعر بخطإها.. نصحته ووجّهته وبيّنت له غيرة المرأة، وصغر سنّها، وو.. ووعدني بإعادتها خلال أيامٍ لا تتجاوز الأسبوع. . . .

وفي الموعد الآخر لم يحضرا، فطلبت من الموظف الاتصال عليه وسأله فأخبره بأنهما اصطلحا وعادا لبعضهما تعجّبتُ من حلمه وهدوئه وأناته، و وتذكرت أنّها من الصفات الجميلة التي امتدحها رَسولنا الكريمﷺحين قال لِأَشَجِّ عبدِ القيس:(إن فيك لخصلتين يحبُّهما الله:الحِلم والأَنَاة)رواه مسلم.

وتعجّبتُ من عدم معقولية ردّة فعلها؛ لشدة غيرتها. وتذكرت حديث رسول صلى الله عليه وسلم حين قال : ( المرأة إذا غارت لم تبصر أعلى الوادي من أسفله )..

نصيحتي للأزواج : كن صبوراً واعياً حليماً حكيما. كوني هادئة، اضبطي انفعالاتك. لا تستعجلوا في قراراتكم وردّات فعلكم. احفظوا أموالكم في البنك..

 

       

بحث