موقف السلطات من ترشح ولد عبد العزيز وبيرام وبعض المترشحين

جمعة, 10/05/2024 - 17:54

تقول مصادرنا القوّية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بات ممتعضا من تدخلات برتوكوله الخاص الوزير المتكيّف مع الأزمنة و تطوراتها المختار ولد أجاي لدرجة أنّ الغزواني اشتكى منه في جلسة خاصة مع وزير الداخلية محمد أحمد ولد احويرثي قائلا :"أنه لا يشعر بالارتياح مع ولد اجاي لكثرة طلباته وآرائه” ويخشى أن يكون له ارتباطات بخصومه السياسيين" طبعا هذه المعلومات يفندها الواقع، حيث الدور الحيوي الذي يلعبه ولد اجاي والمكانة المتقدمة في صف السلطة الأمامي و مساهماته القويّة في القرارات الرسمية، لكن بعد تحليل هذه المعلومات التي وردتنا تبيّن لنا أن وزير البلاط ولد اجاي يسعى جاهدا بتفاني منقطع النّظير إلى تأمين العبور نحو المأمورية الثانية تفاديا لأي انجرار نحو المصائد السياسية التي قد تزرعها أطراف لدودة لجوجة في المشهد السياسي الوطني، فالرجل اختبر الصراع السياسي لعشر سنوات خلت.

 

ومن هذا الوجس السياسي الذي يرافق حضرة ولد اجاي بات يدفع الغزواني دفعا نحو استقبال الشخصيات السياسية وقادة الجماعات الشعبية المحلية في مكتبه الخاص والاستجابة لطلباتهم فورا سواء كانت شخصية أم عامة. ما فتئ يوصي الغزواني صباحا و مساء بقبول فكرة السماح لجميع المرشحين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، ولد اجاي فعلا محق وناصح أمين للغزواني في هذا التصور السياسي الذكي، لكن رئيس الجمهورية يعتبر فكرة السماح للجميع بالترشح تهورا سياسيا غير مضمون النتائج، قد ينقلب على السلطة ويحدث تغييرا مفاجئا حين لا يمكن العودة للوراء، ويقول التحليل السياسي لهذه المعلومات أن رئيس الجمهورية ذو خلفية عسكرية وطابع الهاجس الأمني يطغى على تصرفاته وهو محق من جهة إذا ما تصورنا انتخابات رئاسية خالية من فكرة التزوير التي قد يُقدم عليها تطبيق وزير الرقمنة "CENI MY" حسب توصيف رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات. ويدعم الغزواني في هذا التوجه وزير الداخلية و رئيس الحزب صاحب النّظرة الضبابية القصيرة ماء العينين ولد أييه، ومن هنا أصبح وزير الداخلية محمد احمد ولد أحويرثي و لد أييه يتحججان دوما بذريعة أن الترشح يحتاج حزبا سياسيا كما استمعنا لذلك عبر إذاعة فرنسا الدولية, وفي الحقيقة هما يغالطان نفسيهما دون إدراك منهما أن الغزواني نفسه ترشح مستقلا قبل أن يدعمه حزب السلطة الحاكم، والأمثلة كثيرة ومتعددة الأوجه ، والترشح للرئاسيات خارج الإطار الحزبي لا إشكال فيه من الناحية القانونية مادام هناك أحزاب سياسية مساندة وداعمة.

 

يلاحظ الرأي العام الوطني منذ أيام غياب المرشح السياسي البارز بيرام الداه اعبيدي و المحامي العيد محمدن من المشهد الاحتجاجي المغاضب للمرحشحين"المحرومين" بحجج التزكية السياسية والذين يشكلون تحالفا سياسيا جديدا, والسبب في هذا الغياب حسب قراءتي يعود إلى حسم الثنائي مبدأ ترشحهما بالتزامات رسمية من السلطة, وبالتالي أصبحا ينظران إلى العملية الانتخابية بشكل مباشر دون الانشغال في صراعات التزكية, لكن اعتقد أن النظام لم يمنحهما الترشح على طبق من ذهب، لابد أن هناك مطالب للسلطة ربما نقرأ نتائج هذا التحليل ما بعد فوز الغزواني في الانتخابات الرئاسية للمأمورية الثانية.

 

في المقابل هناك ملف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز, الذي استوفى مجمل الوثائق والشروط المطلوبة, وبات أمام عتبة أخيرة مرتبطة بوثيقة الذّمة، أي خلوه من أي متابعة ضريبية, لازالت الجهات المعنيّة تماطل بتسليمها، لكنها رضخت أخيرا لتهديدات المحاميين، و وعدوا بمنح الوثيقة يوم الاثنين المقبل ليصبح ملف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز جاهزا، ومن المفارقات أن رئيس حزب الأنصاف ولد أييه صرّح لإذاعة فرنسا أنه "كل مرشح سابق للرئاسيات هو مرشح تلقائي بغض النظر عن التزكية" بينما لازالت العراقيل أمام ولد عبد العزيز، الطّيف السياسي الذي يقود حملة الرئيس السابق ولد عبد العزيز غير مستعجل أيضا في مسألة إيداع الملف الآن، لأنهم ينظرون من حيث مبدأ الشراكة السياسية إلى المجموعة المحرومة من الترشحات، حتى يخلو وجهها وتتضح خطوتهما المقبلة، و يحسموا جدلية الصراع التنافسي السياسي الذي يشوبه الكثير من الاضطرابات نحو القصر الرمادي.

 

Sultan Elban سلطان البان

10/05/2024 LONDON

  

        

بحث