يعد محمدن ولد سيد إبراهيم، والد الأديب أحمد ولد سيد إبراهيم، أحد أبرز رموز الثقافة الوطنية الموريتانية في مرحلة ما بعد الاستقلال حيث مثّل نموذجًا للمثقف المقاوم الذي عمل على مواجهة مشاريع الاستعمار والطمس الثقافي بسلاح المعرفة واللغة، والإسهام في ترسيخ الهوية الحضارية للشعب الموريتاني.
بدأت مسيرته العلمية بحفظ القرآن ودراسة العلوم الإسلامية، وهي الدراسة التي سطع منها نجمه في عالم الأدب بالمعنى العميق للكلمة أضاءت معارفه سوحا كانت مظلمة مبرهنا على الفتوة بما تحمل من قيم وأخلاق ورؤية حضارية جامعا في شخصيته صفات الشريف، والوجيه، والأمير، والفيلسوف الاجتماعي مع الزهد رغم النفوذ والتأثير.
كان له إسهام كبير في تربية أجيال على القيم النبيلة، ودعم قضايا المرأة والشباب من خلال شعره ومشاركته في النشيد الوطني ومواقفه، مما جعله منارة ثقافية حقيقية. رغم ذلك، لم يُكرّم رسميًا، ولا يحمل اسمه أي شارع أو مَعلَم عام.
لقد واصل نجله الذي أصبح أحد وجوه ساحة الفضاء الأزرق ومواقع التواصل الاجتماعي المعروف بنجل العميد حمل هذا الإرث الثقافي تأكيدا لاستمرار رسالة والده.
وفي الختام أسأل الله الرحمة للعميد محمدن ولد سيد إبراهيم، الذي يبقى رمزا من رموز الإعلام و الفكر والهوية في موريتانيا الحديثة.
بقلم الكاتب الصحفي: لمرابط ولد سيد أحمد