الرئيس السينغالي الاسبق عبدو ديوف
«عندما تمت إقالتي من منصب والي محافظة سين سالوم، وجدتني - لأول مرة - أمام حقيقة اللؤم عند البشر.. حينها اكتشفت أنه ما دام المرء يمثل السلطة، يتفانى الناس في إظهار الولاء له و يتزاحمون عند قدميه، و ما إن يصبح خارج دائرة الشأن العام ( أو يحسبونه كذلك ) إذا ببعضهم يحرصون على النأي بأنفسهم عنه و يديرون له ظهورهم.. ذلك ما فعله أحد كبار المشايخ و القادة الدينيين في سين سالوم، الذي طلب مني و انا ما أزال واليا، منحه ترخيصا لإقامة تعاونية في إحدى قرى الولاية، لكنني أبلغت بقرار إقالتي قبل توقيع تلك الوثيقة فأرتأيت أن أصدرها له قبل تسليم المهام لخلفي بشكل رسمي ، و هو ما فعلته دون تأخير...
أردت إبلاغ الشيخ كي يرسل من يستلم رخصته فاتصلت به عبر الهاتف الذي بقي يرن لوقت غير قصير قبل أن يأتيني الرد من شخص آخر قال لي :
سيدي الوالي، شيخنا مشغول جدا في الوقت الحالي، و قد كلفني بإبلاغكم سلامه و دعاءه لكم بالتوفيق ...
اذكر، أيضا، ذلك الرجل الذي لم أخرج يوما في موكب إلا و كان يرافقنا مرددا هتافاته المدوية بالثناء على شخصي و التأكيد على أن سين سالوم لم تكن ولاية قبل تعييني عليها ... وخلال تسليمي المهام للوالي الجديد سمعته يهتف :
《 اليوم فقط أصبح عندنا والي 》
عن/ منبر نواذيب