إلى من لم يوفق في الباكلوريا
في سنة 1994 كان أحد الأساتذة يدرس قسما من أقسام الباكلوريا، لاحظ أن من بين التلاميذ تلميذا ذكيا جدا قادما من مدينة تجكَجة كان الأستاذ حريصا كل الحرص على متابعة تلميذه طامحا أن يكون الأول على المستوى الوطني.
تواصل العام الدراسي وكثفت المدرسة من تدريس هذا التلميذ ومتابعته في كل المواد، حتى أجرى الامتحان.
بعد نهاية الامتحان افترق التلميذ والأستاذ على أمل اللقاء الذي سيجمعهما تحت لواء النجاح، بل التفوق.
تواصلت الأيام ومر الزمن، فحجز التلميذ تذكرة سفر جوي مباشر من انواكشوط إلى تجكجة.
حان موعد إعلان النتائج فذهبا إلي حيث يتم الإعلان، أخبر التلميذ أستاذه بأنه إن لم ينجح سوف يتراجع عن سفره إلى تجكجة ليبدأ مباشرة في التحضير للباكلوريا مرة أخرى.
ضحك الأستاذ استفزازا من تصريح التلميذ وقال له: أبشر، ستكون الأول على المستوى الوطني.
دخل الأستاذ في قاعة النتائج، والتلميذ ينتظر منه الخبر السار.
بعد تصفح النتائج جاءت المفاجأة، لم يصدق الأستاذ ما يرى بعينيه، أعاد التصفح مرات عديدة لم تأت بأي جديد، فضاقت عليه الأرض بما رحبت وتبخر حلمه في الفيافي.
خرج إلى تلميذه خجولا، مثقلا بحلمه المكبوت، فقص عليه ما جرى، وقال له: لم أفهم ما يحدث، كنا نأمل منك التفوق، وحتى النجاح لم يكن شيئا مذكورا.
صدم التلميذ وقال: لا عليك أستاذي، الآن قررت أن ألغي رحلتي إلى تجكجة وسأحضر للباكلوريا القادمة من الآن.
انطلقت الرحلة التي غاب عنها التلميذ بسبب رسوبه.
إنها الطائرة المشهورة لديكم ب(طائرة تجكجة).
أقلعت الطائرة من مدينة انواكشوط منقوصة بالتلميذ، متجهة إلى مدينة تجكجة فتحطمت في مطار الوجهة وراح ضحيتها أكثر من 80 شخصا، أكلت النيران أجسامهم حتى الموت " تغمدهم الله بواسع رحمته.
بعد نهاية القصة أتمنى أن يعلم الذين لم يوفقوا في الباكلوريا أن في ذلك خيرا كثيرا، لكن الإنسان يحب ويكره _بالفطرة_ ولا يعرف هل ما
يرغب فيه يحمل له الشر، أو ما يكره يحمل له الخير.
منقوول


