يتساءل كثيرون حول العالم عن السبب وراء منع الطائرات من التحليق فوق مدينة مكة المكرمة، حيث تنتشر على مواقع التواصل claims تزعم أن الكعبة المشرفة تقع في مركز الأرض جغرافيًا ومغناطيسيًا، ما يجعل التحليق فوقها مستحيلًا للطائرات وحتى للطيور، وقد حظيت هذه المزاعم بانتشار واسع، إلا أن تقارير موثوقة أوضحت أن هذه الادعاءات لا أساس علمي لها، وأن الأمر مرتبط أساسًا باحترام قدسية المدينة، وفق ما أكدته وكالة “فرانس برس”.
لماذا يمنع الطيران فوق الكعبة
المنشورات المتداولة عبر منصات مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، تزعم أن الكعبة تحتل موقعًا فريدًا يخلو من الانحرافات الجغرافية، وأنها مركز الجاذبية الأرضية، ما يجعل الطيران فوقها أمرًا مستحيلًا. بل ويضيف بعض مروّجي هذه الادعاءات أن هذه الظواهر كانت سببًا في اعتناق البعض للإسلام بعد قراءتها.
كما تنسب هذه المنشورات للكعبة مزايا فيزيائية خارقة مثل استقبالها الأول لأشعة الشمس يوميًا، وكونها نقطة التقاء للإشعاعات الكونية، وهي ادعاءات لاقت آلاف المشاركات بلغات متعددة حول العالم.
ما ورد عن الكعبة في الإسلام
بحسب تقرير “فرانس برس”، فإن القرآن الكريم يشير إلى الكعبة على أنها أول بيت وُضع للناس لعبادة الله، وقد رفع قواعدها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، لتكون وجهة للمؤمنين في تلك الصحراء القاحلة. ومع مرور الزمن، انحرف العرب عن التوحيد حتى جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعيد العبادة الخالصة لله.
غير أن القرآن لم يتطرق إلى أي صفات علمية أو فيزيائية خارقة للكعبة، كما جاء في تلك المنشورات المضللة.
الحقيقة العلمية وراء المزاعم
من الناحية العلمية، تنفي التقارير وجود أي أدلة تدعم هذه الادعاءات. وتوضح “فرانس برس” أن صاحب المنشور قد خلط بين مفهومي الجاذبية والمجال المغناطيسي، وهما ظاهرتان مختلفتان تمامًا.
الجاذبية هي قوة جذب الأجسام لبعضها البعض، وهي التي تجعل الأجسام تبقى على سطح الأرض أو تدور حولها، في حين أن المجال المغناطيسي هو حقل ينتج عن حركة المواد الممغنطة أو التي تحتوي على معادن معينة.
ولكي تكون الكعبة مركزًا للجاذبية، كما يدّعي البعض، يجب أن تمتلك كتلة هائلة، وهو ما لا ينطبق على بنية الكعبة أو موقعها. وأوضح فنسان لوسور، المسؤول عن المراصد المغناطيسية في معهد فيزياء الأرض بباريس، أن هذا الادعاء يتناقض مع مبادئ الفيزياء الأساسية.
هل الطيران فوق مكة ممنوع فعلاً؟
أكدت نقابة الطيارين الفرنسيين لوكالة “فرانس برس” أن هناك بالفعل قرارًا سعوديًا بمنع التحليق فوق مكة المكرمة، وهو ما أكده أيضًا عدد من الطيارين السعوديين.
غير أن هذا الحظر لا يعود لأي ظاهرة خارقة أو أسباب علمية كما يُشاع، بل هو إجراء يهدف إلى احترام قدسية المدينة ومنع إزعاج الحجاج والمعتمرين داخل الحرم، وفق ما أظهره مقطع فيديو نشرته هيئة مكافحة الإشاعات السعودية، يظهر فيه طيار ومسؤول ملاحي يشرحان دوافع هذا القرار.
