أفكار أهل البادية.. تآزر والسنغال

كتب الصحفي في شبكة الجزيرة الإعلامية

محمد غلام ولد محمدو:

وزارة واحدة شدت انتباهي اليوم وأنا أتصفح الإعلان عن حكومة السنغال الجديدة، إنها وزارة «التمويل الأصغر والاقتصاد الاجتماعي والتضامني». فكرة ذكية تنم عن وعي تنموي عميق ورؤية مستقبلية لمعالجة الفقر عبر التمكين، بعيدا عن الحلول الترقيعية.

في الضفة الأخرى، موريتانيا، يبدو مشروع “تآزر” أقرب إلى مهزلة منه إلى سياسة تنموية. أي منطق يحمل الدولة على توزيع الفتات على الفقراء بدل أن تفتح لهم أبواب العمل وتمنحهم أدوات الإنتاج؟ إنها وصفة لإدامة العجز: الفقير يظل متسولا في طابور المعونات، والسلطة تشتري صمته بصدقات موسمية، فيتحوّل “تآزر” بذلك إلى ماكينة لإنتاج الكسل والتبعية بدل أن يكون جسرا نحو الكرامة والاكتفاء.

القروض المتناهية الصغر والمشاريع التضامنية هي التي تحوّل الهشاشة إلى طاقة إنتاج.. وقد أثبت محمد يونس في تجربته الرائدة في بنغلاديش - التي نال بها جائزة نوبل- أن التنمية الحقيقية هي في بناء القدرة على الكسب. وصدق الصينيون قديما حين قالوا: لا تعطني سمكة، بل علّمني كيف أصطادها.

من صفحة الاستاذ سيدي محمد Xy