الساعة تشير إلى العاشرة صباحا بتوقيت طريق الأمل ، "علي" مساعد سائق شاحنة يعد الشاي داخل الشاحنة ، تحت أنغام فرقة مديحية من اترارزة ، و السائق يقود شاحنته في صمت ، فحكاية السائق و مساعده تبدأ حين يودعان العائلة ، و يغادران محملين بأمانة توصيل الحمولة إلى مكانها المحدد.
إلى حد الساعة كل شيء على ما يرام ، و "علي" يضع رأسه على المقعد ، لأخذ استراحة محارب ، فالطريق طويل و موحش ، لكنه يعلم أنه يقدم خدمة للمواطنين ، و لنفسه و أهله المحتاجين إليه.
في تلك الأثناء شعر السائق بحدوث خلل في توازن الشاحنة ، فتوقف و أمر "علي" بالنزول لفحص الإطارات ، ليتبين أن هناك ثقب في أحد الإطارات ، ما يستوجب استبداله على الفور.
وضع "علي" الرافعة تحت الشاحنة ، و بدأ في عملية استبدال الإطار ، لكنه ربما يكون قد اختار الأرضية الخطأ ، فأثناء العملية و دون سابق إنذار سقطت عليه الشاحنة بكل ثقلها ، في مشهد مؤلم جدا.
هؤلاء هم جنود الطرق ، الذين يعملون في صمت ، كما يموتون في صمت ، رحلاتهم عبارة عن قصص إنسانية مليئة بالأحزان حين تتعطل الشاحنة ، أو تتعرض لحادث مأساوي ، و بالمسرات حين تصل الشاحنة بسلام ، و تمتليء الأسواق بالبضائع و مستلزمات الحياة.
رحم الله "علي" و أسكنه فسيح جناته ، و ألهم ذويه الصبر و السلوان.
إنا لله إنا إليه راجعون
من صفحة المدون /عبد الله اعل صالح


