هذا موقفٌ رواه مدير "أسكال" في الخطوط الجوية الموريتانية في ازويرات وهي حادثة وقعت أمام عينيه سنة 1976 ايام حرب الصحراء.
يقول مدير اسكال يومها عبدول انمبو وهو بولاري من قبيلة هليبه العريقة في بوكي: كنت جالسا في مقر عملي حين جاءني اخي وصديقي الملازم اول جوب جبريل وسألني هل وصلت اموال الحامية العسكرية في ازويرات من انواكشوط قلت له نعم ،لقد وصلتْ ثم ذهبت معه لتسلمها وكانت في حدود 120 مليون اوقية موزعة بين رواتب الجند والنفقة عليهم.
وحين استلم جوب جبريل المال ذهبنا الى مقر القيادة العسكرية للقاء الرائد محمد خونا ولد هيدالة ولما وصلنا سأل محمد خونا ولد هيدالة الملازم جوب جبريل هل سحبت الشيك الذي أعطيتك صباح اليوم؟ ،رد جوب لا ،سيادة الرائد الشيك لايمكن سحبه من ،،البوسطة،، الا بعد مرور اربعة وعشرين ساعة .
ولكن الأموال جاءت من نواكشوط وسأعطيك منها ستة آلاف الموجودة في الشيك وحين أسحبه سأعيدها.
يقول عبدول امبو: احمرّ وجه ولد هيدالة وغضب غضبا لم ارَ مثله حتى أيقنت انني وجوب جبريل سيُقضي علينا ،وبدأ يوبخ الملازم جوب ويقول له: كيف تجرأ على مثل هذا القول؟
هذه اموال مخصصة لرواتب "مخاليق الله" الجنود الضعاف المرابطين الذين يقاتلون دفاعا عن الوطن وانت تحاول سرقة ستة آلاف من رواتبهم ونفقتهم لتمنحها لي ،أتريد ان يقال محمد خونا ولد هيدالة يأكل مخصصات جنوده؟ ياللعار.!
وقال ولد هيدالة مخاطبا الملازم جوب لولا انني أعرفك وأعرف انضباطك واستقامتك لعاقبتك شر عقاب ،نحن في حرب وتريد منا اخذ ما ليس لنا ،ماذا لومتنا ،لا شيء سينجينا من الجحيم .
وقال ولد هيدالة لجوب اسحبْ الشيك غدا وأرسل ثلاثة آلاف الي لاله والف تصدق بها عني والفين اشتري لي بهم بعض الزاد وعليك الإستعداد من الآن فقد تلقيتُ امرا بالذهاب الى عين بينتيلي لمواجهة مقاتلي البوليساريو.
بالله عليكم قارنوا ضباطكم اليوم بضباط الأمس تدركون جيدا حجم الفجوة بينهم.
منقوول


