يشهد حزب الإنصاف الحاكم في موريتانيا حالة من الحراك الداخلي غير المسبوق، مع اقتراب موعد تجديد هيئاته القيادية. الصراع هذه المرة يبدو أكثر وضوحا بين جناحين: المعسكر التقليدي الذي يقوده شيوخ السياسة المخضرمون، والجيل الشبابي الصاعد الذي يسعى لفرض نفسه على الساحة.
الحرس القديم.. خبرة وتجذر
يستند الجناح التقليدي في الحزب إلى رموز سياسية مخضرمة لها تاريخ طويل في تسيير الشأن العام، بعضها من المؤسسين الأوائل وبعضها الآخر ممن راكم خبرات في البرلمان والحكومة. ويطرح هذا المعسكر نفسه باعتباره ضمانة للاستقرار السياسي، وممسكا بخيوط اللعبة التنظيمية والشبكات المحلية التي لا تزال فاعلة في المشهد.
الشباب.. تجديد الخطاب والممارسة
في المقابل، يعوّل الجناح الشبابي على طموح جيل جديد تربى سياسيا في ظل التحولات الأخيرة، ويطرح خطابا إصلاحيا يركز على تجديد الهياكل الحزبية وفتح الباب أمام دماء جديدة تعكس الواقع الديمغرافي، حيث يشكل الشباب غالبية المجتمع. ويرى أنصار هذا المعسكر أن الوقت قد حان لكسر ما يصفونه بـ”الجمود القيادي” وإعطاء الحزب نفسا جديدا استعدادا للانتخابات المقبلة.
حسابات الرئاسة والحسم المرتقب
مصادر داخل الحزب تؤكد أن حسم هذا الصراع سيتوقف بدرجة كبيرة على موقف رئاسة الجمهورية، باعتبار الحزب هو الذراع السياسية للسلطة. فإما أن تتم ترجيح كفة الحرس القديم باعتبارهم الأقدر على إدارة التوازنات المعقدة، أو يُفسح المجال أمام الشباب لقيادة مرحلة جديدة، خصوصا في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وارتفاع التحديات الاجتماعية والسياسية.
معركة النفوذ لا تنتهي
ورغم التباين بين الطرفين، يتفق مراقبون على أن الصراع الحالي داخل حزب الإنصاف هو انعكاس لحيوية المشهد السياسي أكثر من كونه تهديدا لوحدة الحزب. لكن يبقى السؤال المطروح: من سيرفع راية النصر في نهاية المطاف، هل هو المعسكر التقليدي بخبرته وامتداداته، أم الجناح الشبابي بزخمه وحيويته؟
الجواب قد يتضح قريبا مع انطلاق الاستعدادات لمؤتمر الحزب المرتقب، حيث ستكشف نتائج الانتخابات الداخلية عن الاتجاه الذي ستسلكه بوصلة الإنصاف في المرحلة القادمة.
آخر قرار


