لماذا تكتفي كتيبة ماسينا بحصار باماكو وتؤجّل اقتحامها؟
+++++++
تُظهر آخر خرائط المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية (Africa Center for Strategic Studies) التابع لـ جامعة الدفاع الوطني الأمريكية (National Defense University) أن الجماعة أعادت ترتيب أولوياتها في مالي.
حيث تقترب بخطى واثقة من Bamako – باماكو (12.64°N, -8.00°W) دون أن تندفع إليها.
توجه هجماتها لخنق المدن بدل السيطرة عليها.
تحوّل الطرق القادمة من Kayes – خاي (14.45°N, -11.44°W) غربا، ومن Ségou – سيغو (13.44°N, -6.26°W) وSan – سان (13.30°N, -4.90°W) في الوسط، ومن Sikasso – سيكاسو (11.32°N, -5.66°W) وBougouni – بوغوني (11.42°N, -7.48°W) جنوباً، إلى عقد اختناق اقتصادي تُدار حولها المعركة ببرودة أعصاب
من البديهي أن الجماعة تعي أن السيطرة على الطرق تعني السيطرة على العاصمة.
فهي تقطع خطوط الوقود والحبوب والسلع بدلاً من رفع الراية فوق القصر الرئاسي.
يبدو انها تراهن على الزمن لا على الانقضاض المباشر. من خلال اعتماد إستراتيجية الحصار الطويل بدل المعركة الخاطفة، تراهن أن الدولة ستختنق من الداخل وأن الإنهاك سيقود إلى الانهيار دون اقتحام رمزي.
تجعل من Kayes – خاي وSégou – سيغو وBougouni – بوغوني بوابات صامتة لتصعيد الحصار.
فهي تترك العاصمة تختنق ببطء بين جدرانها الاقتصادية.
وتحاول جر المجلس العسكري لحرب استنزاف حقيقية.
تشير التحديثات الأخيرة (حتى 1 نوفمبر 2025) إلى امتداد نشاط الجماعة على طول الطرق التجارية الكبرى.
تُسجَّل أكثر من 180 حادثة عنف بين يوليو 2024 ويونيو 2025، معظمها بين Ségou – سيغو وSan – سان باتجاه العاصمة.
يبقى السؤال: كيف ستنهار باماكو من الداخل؟
هل سيحدث ذلك بانقلاب عسكري يعيد ترتيب السلطة ويمنح النظام مهلة قصيرة للبقاء؟
أم بانزلاق نحو فوضى يهرب فيها بعض القادة فتجد الكتائب الطريق مفتوحاً نحو العاصمة؟
لكن لا يمكن أستبعاد تدخّل روسي والصيني بالتنسيق مع الولايات المتحدة لطرح تسوية مؤقتة تفضي إلى اختيار رئيس انتقالي تتوافق عليه الأطراف المحلية — الفلان والعرب والطوارق — والمعارضة في الخارج، لتفادي الانهيار الكامل.
وفي كل الأحوال تظل باماكو بين خيارين، أن تُدار من الداخل بارتباك، أو من الخارج بتوافق هش.
وتبقى النتيجة واحدة… الفوضى تقترب في أبهى صورها.
ملاحظة: الخريطة لمركز الدراسات الأمريكي، اللون الأحمر يظهر تواجد الجماعات المسلحة. وقد رافقتها بخريطة لمالي تظهر العاصمة بوضوح
من صفحة الضابط السابق/ أحمد امبارك



