يروي أحد الإخوة السعوديين قصة رائعة فيقول:
لفت نظري اثناء الحج أحد الكهول من المصريين وهو،لا ينقطع عن البكاء ولا عن الدعاء لإبنه، ولا يدعو أي دعاء آخر ولا حتى لنفسه، فدفعني الفضول لسؤاله:ما سر هذا الإلحاح في الدعاء لولدك؟ أهو مريض، أو ألمت به نازلة، أم هو في أزمةوكربة، فقال لي:ولا والله هوبألف خير،وصحة وعافية،وفي أحسن حال بفضل الله فازداد فضولي وألححت في السؤال..فقال: انها قصه طويله ولا اريد ان أُثقل عليك فطلبت منه رواية القصه،-وكنا في إنتظار صلاة العشاء-فقال الحاج المصري راويا للقصه:
لي ابن وحيد وكنت في زيارته ورأيت عنده في التلفاز جموع الحجيج اثناء موسم الحج، وهم يطوفون بملابس الإحرام البيضاء وكأنهم سلاسل من فضة فأخذتني رعدة من جمال ما أراه،ولم أتمالك نفسي فبكيت واخذت ادعو،واتضرع،إلي الله ان يمُنَّ عليَّ بحج بيت الله الحرام، قبل أن يواتيني الأجل..
كان ذلك في العام الماضي، ثم فوجئت هذا العام في احد الايام بابني ياتي الي البيت ليخبرني انه قد دبر لي مبلغاً من المال يكفي نفقات الحج فسألته من أين أتيت به وأنت تعاني من متاعب العيش والحياة؟فقال لي من باب الله...فقلت ونعم بالله.. إلا أنني أقسمت له بالله أنني لن أقبل الحج إلا إذا عرفت مصدر هذا المال، وبعد الضغط والإصرار أخبرني انه باع قطعة الأرض التي يملكها ويقتات منها، وهي مصدر رزقه الوحيد..
ويستطرد الأب قائلاً: ويشهد عليَّ الله انني حاولت ان اثنيه عن ذلك ويسترجع ارضه الا انه رفض باصرار قائلا: والله ياأبي لو كنت املك الدنيا وما عليها لبعتها من اجلك وما وفيتك ولا عوضتك.. ويستكمل الاب قائلا- وهو يُغالب دموعه-:فوعدته بأن يكون دعائي في الاراضي المقدسة خالصاً له لوحده ووفيت بوعدي، ولم انقطع عن الدعاء له طوال ايام الحج راجياً الله أن يعوضه خيراً ويؤجره علي ما فعل..
ويستكمل الاخ السعودي الحديث قائلا: لقد اوجعني الرجل بقصته وتعجبت من مدي بر الابن بأبيه،وإصرار الأب علي معرفة مصدر مال الحج، فقررت ان اساعده فاتصلت علي صديق لي من رجال الاعمال السعوديين في القصيم وكان من اهل الخير والاحسان فرويت له القصه بإختصار وتاثر بها ووعدني بالمساعده .
وقبل يوم رحيل هذا الحاج المصري اتصل بي صديقي رجل الاعمال واخبرني انه دبر عملا لابن الحاج المصري ويسير في اجراءات دخوله المملكه وبالفعل دخل الابن اراضي المملكه وتوجه الي القصيم ودبر له رجل الاعمال الاقامه مع بعض العمال الاجانب .
وبعد ايام ارسل رجل الاعمال احد موظفيه لمكان اقامة العمال وطلب احد العمال ليقوم باصلاح الصرف الصحي في بناية وسكن رجل الاعمال وتافف جميع العمال من هذا العمل الا ان الابن المصري عرض القيام بهذا الامر وكان الجو بارداً والامر صعب وظل الابن يعمل طوال الليل حتي نجح في اصلاح الامور وكافأه رجل الاعمال بمبلغ كبير من المال مقابل عمله، وقبل انصراف هذا الابن المصري نادت زوجة رجل الاعمال علي زوجها لتخبره بأنه قد حان موعد اخراج زكاة المال الخاصه بها واعطته كيسا مملوءاً بالريالات فسالها هل حددت لمن اعطيها؟ فقالت: ان هذا الابن البار( وكان قد حكي لها قصته) هو احق بها من اي انسان آخر وكانت المفاجأه عندما عاد هذا الابن البار الي سكنه انه فوجئ بمبلغ ضخم من الريالات جعله يقرر العودة فوراً لبلدته، ولم يستكمل الابن مدة بقائه في المملكة وعاد من فوره الي بلدته حامدا الله وشاكراً لفضله.
منقوول


