في خطوة دبلوماسية بارزة تعكس تحسّن العلاقات الدولية في مجال السفر والأمن، أعلنت الولايات المتحدة عن إدراج دولة عربية خليجية في برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول، وهو ما يعدّ تطورًا تاريخيًا سيتيح لمواطني هذه الدولة زيارة الأراضي الأمريكية لأغراض السياحة أو العمل دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، وذلك لمدة تصل إلى 90 يومًا، القرار لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد تقييم دقيق لمستوى التعاون الأمني واستيفاء المعايير الأمريكية الصارمة.
انضمام قطر لبرنامج الإعفاء من التأشيرة
أصبحت قطر رسميًا أول دولة عربية تنضم إلى برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، ليصل عدد الدول المدرجة في البرنامج إلى 42 دولة حول العالم، وقد رحّبت وزارتا الخارجية والأمن الداخلي الأمريكيتان بانضمام قطر، مؤكدتين أن هذه الخطوة تعكس شراكة أمنية متينة وتعاوناً متبادلاً في تبادل المعلومات.
إشادة أمريكية بالتعاون الأمني القطري
أثنى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، على جهود قطر في استيفاء الشروط الأمنية اللازمة للانضمام، مشيرين إلى أن الدوحة أظهرت التزامًا واضحًا بمحاربة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود، مما يعزز الشراكة الاستراتيجية ويشجع التبادل التجاري والسفر المشروع بين البلدين.
معايير الانضمام إلى برنامج الإعفاء
حددت الولايات المتحدة مجموعة من الشروط للدول الراغبة في الانضمام إلى البرنامج، من أبرزها:
ألا يتجاوز معدل رفض تأشيرات غير المهاجرين نسبة 3%.
إصدار وثائق سفر آمنة ضد التزوير.
معاملة متساوية للمواطنين الأمريكيين دون تمييز.
تعاون وثيق مع الأجهزة الأمريكية في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب.
خطوات قطر للانضمام للبرنامج
عملت الحكومة القطرية على تنفيذ خطة شاملة لضمان تلبية المعايير الأمريكية، بما يشمل تطوير نظام الوثائق، وتكثيف التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة، وتطبيق أحدث الوسائل الإلكترونية لتبادل المعلومات، ومن المقرر أن يبدأ تطبيق هذا الامتياز للمواطنين القطريين بداية من 1 ديسمبر 2024، من خلال تقديم الطلب عبر منصة ESTA الإلكترونية.
أهمية الانضمام للبرنامج إقليميًا
يرى مراقبون أن انضمام قطر لهذا البرنامج قد يدفع باقي دول الخليج للسير على خطاها، من خلال تعزيز التعاون الأمني وتحديث أنظمتها التقنية لتحقيق معايير الانضمام، وهو ما قد يعيد تشكيل خريطة العلاقات الإقليمية مع الولايات المتحدة.