قضى فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ،رحمه الله أكثر من عشرين عاماً إماماً لمسجد بإحدى دول الخليج ، قرر بعدها العودة إلى قريته المصرية البسيطة !
▪️اشترى قطعة أرض ليبني عليها مسجدا لأهل القرية بما أفاض الله عليه من مال ، بدأ العمال في بناء المسجد وبينما كان هو يشاركهم في الإشراف على البناء أحس بالتعب وتلطخ جلبابه ببعض الغبار والبوية !
▪️فجلس على الرصيف المقابل للمسجد واضعا رأسه بين يديه ليستريح قليلا ، مرت به امرأة عجوز وضعت في يده جنيها معدنيا !
▪️رفع رأسه مذهولا فرآها سيدة فى الستين من عمرها بالية الثوب رسمت سنوات الفقر على ملامحها علامات واضحة وعميقة !
▪️ناداها بسرعة : إيه ده يا حاجة ، ليخبرها إنه لا يتسول وأنه ........ بادرته المرأة العجوز معتذرة : والله يا ابني الجنيه ده هوه كل اللي معايا ! كنت هاركب بيه أروَّح ، سامحني يابني !!
▪️يااااا الله ، هي ظنت أنه يستقلل الجنيه وتعتذر له لأنها لم تعطه أكثر لم يستطع الكلام ، فنادي على سائقه وأمره أن يصطحب هذه السيدة العجوز إلى بيتها ويأتيه بتفاصيل حياتها كاملة !
▪️رجع السائق إليه بما رآه ، هي أرملة لديها اربع بنات تزوجت إحداهن وماتت هي وزوجها في حادث وتركت لها اربعة أطفال فصارت الأسرة ٧ أفراد تخرج هي للعمل من أجل النفقة عليهن "
▪️وبينما كان الشيخ يفكر في كيفية مساعدة هذه المرأة مالياً ، إذا باتصال هاتفي من أحد الأمراء الذي كان يصلي خلفه في الدولة الخليجية !
مرحبا سمو الأمير !
▪️قال الأمير للشيخ : حان وقت إخراجنا زكاة المال (أنا وإخوتي) فهل لديك في بلدك فقراء تعرفهم ؟!
▪️دارت رأس الشيخ من هول المفاجأة ، وعلى الفور قص على الأمير قصة صاحبة "الجنيه "!
▪️ما إن انتهى الشيخ من مكالمة الأمير حتى قال له : اشتري قطعة أرض كبيرة وابن لها ولبناتها وحفيداتها بيتاً كبيراً ، وضع لها رصيدا في البنك تنفق منه طول عمرها وتُزوج أولادها واحفادها !
▪️سبحان الله ، دفعت كل ما تملك لله ، أراد الله أن يجعل ثمرة نيتها الطيبة بيت كبير لها وستر أعظم منه سبحانه لها ولذريتها من بعدها
▪️فالسر هو إخلاص النية لله وحده
عطر فمك بالصلاه على النبي محمد ﷺ


